حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589421 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
17/10/2018

المصدر: النّسيب
عدد القرّاءالاجمالي : 1802


مؤتمر عاشوراء الثالث -المجمع الثقافي الجعفري
الإمام الحسين بين المسيحية و الإسلام

أ.د.نسيب حطيط

ان عنوان المؤتمر هو الامام الحسين بين العاشر والأربعين  للإضاءة على القضية الحسينية بين الحق والباطل وبين الاصالة والحقيقة بين الخرافة والغلو بين عاشوراء المذهبية وعاشوراء الإنسانية بين التقوقع واستحضار الماضي وفتنته وبين استشراف المستقبل وحمايته والحاضر لمنع اشعاله و كنت ارغب بزيادة محور ثالث قد يستغربه البعض او يستنكره لكنه في الحقيقة امر محزن يجب معالجته وهو بعنوان (الامام الحسين بين المسلمين (السنة والشيعة ).

يلتبس على  البعض الموقف الحسيني في كربلاء فيعتقد ان الامام الحسين كان سيفا في كربلاء ولم يك كلمة وموعظة وخطاب...

كان دما وجراحا وكان مدادا العالم وقلم الدعوة الى الله  لم يترك الحسين منبر الرافة باعدائه واعتلى سنان رمال كريلاء يلقي الخطبة تلو الخطبة ويناديهم بأسمائهم ، علّه يوقظ ضمائر نائمة او تلفح رياح كلماته بعضا من جمر ايمان غطاه رماد الخوف والطمع بالدنيا....

لقد سبقت كلماته... سيوفهم

وعندما عجزت الكلمات امتطى صهوة جهاده ليحفر على صفحات التاريخ بسيفه كلمات رسالية بدمه النقي  دون اكتراث لمرضية المخلوق حاكا كان او محكوما ..

بقي الإمام الحسين حتى اللحظات الأخيرة يردد ما قاله السيد المسيح  (الحق أقول لكم ) لأعدائه والمنكرين لنبوته فكان جوابهم التعذيب والتعطيش حتى الصلب ..وهكذا كان جواب جيش يزيد واتباعه للامام قتلا وسحقا بالخيول وقطعا للرؤوس وسبيا للنساء ...

لكن كما بقيت رسالة السيد المسيح خالدة وغاب الظالمون مع القابهم.... بقي الحسين خالدا ورسالته وغاب الظالمون مع القابهم .

الإمام الحسين بين المسيحية و الإسلام

يشترك المسلمون و المسيحيون في مسألة الفداء و الشهادة وتعرض والأنبياء  والاولياء والصالحين والقديسين لظلم الحكام عبر إلحاق الأذى بهم ومطاردتهم وحصارهم وصولا للقتل او الاحراق بالنار او محاولة الصلب و وفي التاريخ الديني للمسلمين والمسيحيين تعرض الكثير من المؤمنين للقتل والتعذيب والتهجير والحصار لكن كان بارزا& ومؤلما ما تعرضت له ثلاث شخصيات مقدسة هي:

(السيد المسيح (ع) روح الله وكلمته .

النبي يحيى (يوحنا المعمدان) .

الإمام الحسين(ع).
يقابل هذه الشخصيات المقدسة ثلاث شخصيات متوحشة وملعونة (بيلاطس- هيرودوس_يزيد)

ان ميادين الام وشهادة هذه الشخصيات الرسالية المقدسة، التي تعرّض فيها المقدسون للأذى كانت  الجغرافيا الممتدة من العراق إلى فلسطين مروراً بالشام الميادين حيث قام (الكافرون ) وأصحاب الردة بتكفير الأنبياء والأئمة والصالحون في معادلة معكوسة وبظروف واحداث متماثلة حد التطابق فقد تشابه موقف اهل الكوفة من الامام الحسين مع موقف اهل القدس مع السيد المسيح (ع) فقد عبر الفرزدق عن الكوفيين فقال (قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) اما المقدسيون فكانوا كما وردفي انجيل متى &هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي&  (متى 15: 9) فقد توزعت ميادين وساحات التوحش كما يلي :

صلب السيد المسيح (ع)  حيث كانت فلسطين (القدس ) مكان صلب السيد المسيح عليه السلام (مع تجاوز التباين العقدي ) بين المسلمين والمسيحيين في هذه الجزئية حيث اعتقل الحكام الظالمون أصحاب السلطة  واقتادوه بين الناس لإذلاله ثم صلبوه على خشبة و رفعه الله سبحانه اليه .

النبي يحيى (يوحنا المعمدان) الذ قطع رأسه الملك &هيرودوس& وقدمه هدية لبغي محرمة عليه بعدما رفض إعطاؤه حكم الحلال لشيء حرّمه الله سبحانه ه إرضاء للحاكم .

الإمام الحسين(ع) الذي قطع رأسه و سبيت نساءه في كربلاء والعراق لأنه ثار ضد الحاكم المتمرد والفاسق والمنحرف عن الإسلام دين الله ولذا نرى أن الإخوة المسيحيين أقرب لفهم الفاجعة والمأساة في كربلاء لأنهم تعرضوا لها في رسولهم ونبيهم والقديسين على مر التاريخ في محاكاة لما تعرّض له الإمام الحسين وأولاده وأحفاده المهاجرين والمطاردين الى شمال أفريقيا وانحاء العالم العربي.

الإمام الحسين أثار الإنسان المسيحي الشاعر والأديب كما رجال اللاهوت فكان بولس سلامة وجورج شكور وانطوان بارا وميشال كعدي وجورج جرداق وجوزف الهاشم وغيرهم والأب المسيحي الذي ترجم مناجاة الإمام السجاد (ع) إللى الفرنسية منذ أكثر من 70 عاما ولازالت تقرأ في كنائسها بإسم( مناجاة العبد الصالح)

يمكن للمسيحي أن يفهم عاشوراء الإمام الحسين من خلال أسبوع الآلام للسيد المسيح (ع) ولا تعود كربلاء غريبة أو بعيدة عن فهمه و هو يحيي أسبوع الآلام الذي إنتقلت بعض طقوسه إلى الشعائر والطقوس العاشورائية بالتلاقح الثقافي مع أوروبا والقوقاز والوجود المسيحي في الشرق فكان ضرب السلاسل والتطبير مشابها لضرب المسامير في الاقدام والأكف في عملية تمثيل صلب السيد المسيح التي لا زالت قائمة حتى الآن في .الفيليبين و غيرها كذلك ضرب القامات والسلاسل على الظهور والمشي حفاة الأقدام في المسيرات بالإضافة إلى تغطية الحسينيات بالسواد و كما تغطى الكنائس بالسواد في الجمعة الحزينة.

والسؤال ....هل يمكن للإمام الحسين(ع) أن يشكل إحدى واحات الشراكة والحوار بين الإسلام و المسيحية؟

لقد التقى الإمام الحسين (ع) مع المسيحيين في خمس محطات تاريخية وفق التالي :

المحطة الأولى (يوم المباهلة) في المدينة المنورة بين رسول الله (ص) و نصارى نجران حيث تراجع رؤساؤهم ( العاقب والسيد) وهم من كبار شخصيات النصارى  عن المباهلة وقالوا (هذه الوجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها ) و لم يباهلوا الرسول الكرم بل صالحوه ... وكان الحسين أحد وجوه المباهلة االذين إعترفوا بقدسيته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى.

المحطة الثانية ( كربلاء) عندما إستشهد وهب بن حباب الكلبي المسيحي بين يدي الإمام الحسين (ع) و صدق الرؤيا التي رآها في منامه يضاف إليه جون بن حوي مولى ابي ذر الغفاري الآتي من السودان من بيئة مسيحية أيضا.

المحطة الثالثة (راهب حلب) عندما وصلت قافلة السبايا ورؤوس الشهداء إلى حلب في طريقها إلى الشام وأستضاف الراهب المسيحي رأس الحسين في الدير(مقابل عشرة الاف دينار أعطاها للجند الذين يحملون الراس مقبل ليلة واحدة ) حيث يوجد مسجد النقطة (الصخرة التي وقفت قطرة دم من رأس الحسين عليها) والتي يرويها سبط إبن الجوزي من كبار علماء أهل السنة الأحناف حيث قام الراهب بغسل الرأس بالمسك و العنبر والكافور.

المحطة الرابعة في المسجد الأموي في دمشق حيث تجاور رأس الحسين المقطوع (رأس بلا جسد) مع جسد  يوحنا المعمدان( جسد بلا راس) لتتكامل السيرة الإلهية من النبي يحيى والحسين... بين الإسلام و المسيحية في مشهدية ورمزية تحكي عن الجوهر التسلسلية الرسالية والتكامل.

المحطة الخامسة  مشاركة المسيحيين في عاشوراء في كربلاء و لبنان والتي لا زالت مستمرة في الحوار المسيحي الإسلامي في التلاقح الثقافي والديني بين المسيحيين والمسلمين والتي نتحمل جزء من المسؤولية في ترسيخها وتنميتها وتوسعة مساراتها بالوقوف ضد الظالمين والمجرمين لتكامل شعار السيد المسيح 0 حيث أطرد اللصوص) وبين شعار الإمام الحسين ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي).

المحطة السادسة المسيح و المهدي.

وفق العقيدة الإسلامية التي يجمع عليها المسلمون (السنة والشيعة ) هو الحديث النبوي الذي يؤكد نزول السيد المسيح (ع) من السماء وصلاته خلف الامام المهدي لنشر دين الله سبحانه على الأرض حيث ورد في الحديث الشريف (يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي&.. تقدّم صلّ بالناس&... فيقول عيسى& انّما اقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي، فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه).   وفي حديث آخر قال رسول الله (ص) (كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم)

ان الامام الحسين يمثل انموذجا انسانيا للمصلحين والمطالبين بالعدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والدينية وان حركته الإصلاحية تحمل عنوان الحركة العالمية المخترقة للحواجز والاسوار العقدية والدينية فمن لا يريد ان يكون حسينيا& بالمعطى الديني يمكنه ان يكون حسينيا& بالمعطى الإنساني والرسالي والأخلاقي والقدرة على الصبر والشجاعة وتقديم كل ما يملك من اجل الجماعة المظلومة والتي تنوء تحت القمع وليس من اجل نفسه او مصالحه وهذا ديدن الرسل والأنبياء والصالحين والقديسين

يمكن ان يكون حسينيا وان لا يستسلم للظالم ولا تمنعه القلة من مواجهة ومقاومة الكثرة المتوحشة (فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) والحسين يعلمنا كيف يمكن ان نكون مظلومين وننتصر ..

الحسين يعلن ان نتائج الحرب بين الباطل والحق ليست مرتبطة بلحظة ونتائج للمعركة المادية، بل ترتبط بالمعركة المستمرة حتى يوم القيامة والدين ..

يخاطب الامام الحسين ما يعرف بالأقليات الدينية او المغلوب على امرهم ان جماعات التكفير وداعش التي ولدت في قصور يزيد لن تهزم المؤمنين على اختلاف رسالاتهم ومذاهبهم .. فالحسين مدرسة أخلاقية عقائدية لا زالت تثمر في ميادين القتال لتحمي الكنائس والمساجد والازيديين والسنة والشيعة ضحايا جماعات التكفير والتوحش التاريخي في الإسلام والمسيحية .

وبما ان العالم اليوم يحكمه بشكل أساسي اتباع المسيحية والإسلام فليكن الحسين جامعا ورائدا في حركة الإصلاح وعدم القنوط او اليأس من النصر الاجتماعي والأخلاقي وليكن لبنان بطوائفه المتعددة السباق الى اطلاق مبادرة (الامام الحسين لنا جميعا&)  واطلقوا سراح الحسين من المذهب وافتحوا للامام الحسين ابوابكم وكنائسكم ومساجدكم وخلواتكم وتكياتكم ...فالحسين وجه المسيح فينا ضد الظالمين وموعظته لهداية الضالين  وهو صدى صوت رسول الله (ص) (حسين من وانا من حسين) ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات علاقة


من لطائف التكافل الاجتماعي الديني نسيب حطيط اخبرني بعض الأخوة. ..ان احد الأخوة قام بعمل لطيف...


رمضان الإلهي ورمضان الحرب الناعمة نسيب حطيط يتعرّض شهر رمضان لحرب ناعمة خطيرة منذ سنوات تحاول...


مقابلة بعنوان الإعلام والبصيرة نسيب حطيط -بالمعطى التاريخي كان هناك صراع #الإعلام_الالهي...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by